آخر تحديث 12 يوليو 2025 الساعة 12:01 م
شهدت جامعة قناة السويس تنظيم فعالية علمية متميزة في مجال التأهيل النفسي، حيث أقيمت ورشة عمل تخصصية حول “التأهيل النفسي والاجتماعي للمدمنين” بقاعة إدارة تدريب أفراد المجتمع، وذلك برعاية كريمة من الدكتور ناصر مندور رئيس الجامعة.
القيادة الأكاديمية والإشراف العلمي
تولت الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الإشراف العام على هذه المبادرة التعليمية المتطورة، بينما أشرفت الدكتورة إيناس عبد الله، عميد كلية التمريض، على الجوانب الأكاديمية للبرنامج.
وقد تولت الدكتورة منال فاروق، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الإشراف التنفيذي على الفعالية، مما ضمن التنسيق المثالي بين الأقسام المختلفة.
المحاضر والخبرة العلمية
قدم المحاضرة العلمية الدكتور محمود عبد المجيد أحمد علي، المتخصص في التمريض النفسي والصحة العقلية بكلية التمريض، والذي اعتمد في عرضه على خبرة واسعة في هذا المجال الحيوي.
فهم شامل لظاهرة الإدمان
استهل المحاضر جلسته بتقديم تعريف علمي دقيق للإدمان، موضحاً أنه اضطراب عصبي معقد يؤثر على وظائف الدماغ، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة على استخدام المواد المخدرة رغم معرفة المريض بآثارها المدمرة.
وأكد الخبير أن الاعتماد على العلاج الطبي فقط يعتبر نهجاً قاصراً، مشدداً على أن التأهيل النفسي والاجتماعي يشكل الركيزة الأساسية في عملية التعافي الشامل.
أبعاد التأهيل النفسي والاجتماعي
الجانب النفسي والسلوكي
ركز البرنامج على أهمية معالجة الجوانب النفسية المعقدة للمريض، والتي تشمل:
- تعديل الأنماط السلوكية المضطربة
- تعزيز الاستقرار النفسي والعاطفي
- معالجة الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان
- بناء آليات دفاعية صحية ضد المحفزات
الجانب الاجتماعي والمجتمعي
تناول المحاضر أهمية إعادة الاندماج الاجتماعي من خلال:
- استعادة الدور الأسري والمجتمعي
- التمكين المهني وإعادة التأهيل الوظيفي
- بناء شبكة دعم اجتماعي قوية
- تطوير مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي
استراتيجيات منع الانتكاسة
تعزيز مهارات التكيف
- تطوير قدرات مواجهة الضغوط النفسية
- بناء آليات صحية للتعامل مع التوتر والقلق
- تعزيز المرونة النفسية والقدرة على التكيف
تحسين العلاقات الشخصية
- إعادة بناء الثقة مع الأسرة والأصدقاء
- تطوير مهارات التواصل الفعال
- تعزيز الثقة بالنفس والاعتماد على الذات
الدعم المجتمعي المستمر
- توفير خدمات المراكز المجتمعية المتخصصة
- تفعيل دور مجموعات الدعم والمساندة
- برامج التدريب المهني والتطوير الوظيفي
مكونات برنامج التأهيل المتكامل
العلاج النفسي المتخصص
- جلسات علاج نفسي فردية مخصصة
- جلسات علاج جماعي تفاعلية
- تطبيق تقنيات العلاج السلوكي المعرفي
- معالجة الصدمات النفسية والتجارب المؤلمة
الدعم الأسري والعائلي
أكد المحاضر على الدور المحوري للأسرة في عملية التعافي من خلال:
- تنظيم جلسات عائلية تفاعلية
- تثقيف الأسرة حول طبيعة الإدمان والتعافي
- تدريب أفراد الأسرة على أساليب التعامل المناسبة
- إعادة بناء الثقة والروابط الأسرية
الأنشطة الاجتماعية والمجتمعية
- المشاركة في برامج العمل التطوعي
- الانخراط في أنشطة تطوير المهارات المهنية
- المشاركة في فعاليات مجتمعية إيجابية
- تعزيز الشعور بالانتماء والمسؤولية المجتمعية
المتابعة والرعاية المستمرة
آليات المتابعة
- جدولة زيارات دورية منتظمة
- تنظيم جلسات مجموعات الدعم
- توفير خط ساخن للاستشارة الطارئة
- متابعة التقدم العلاجي والنفسي
دور المجتمع في عملية التعافي
التمكين الاقتصادي
- خلق فرص عمل مناسبة للمتعافين
- توفير برامج التدريب المهني المتخصصة
- دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة
- تعزيز الاستقلالية المالية
محاربة الوصمة الاجتماعية
- نشر الوعي المجتمعي حول طبيعة الإدمان
- تعزيز ثقافة التقبل والتسامح
- تشجيع المشاركة المجتمعية في برامج التأهيل
- دعم حملات التوعية والتثقيف
التوصيات والمخرجات
على المستوى المجتمعي
- تكثيف حملات التوعية حول مخاطر الإدمان
- تطوير برامج الوقاية في المدارس والجامعات
- تعزيز دور الإعلام في نشر الوعي
- دعم المبادرات المجتمعية للوقاية والعلاج
على المستوى المؤسسي
- تطوير برامج التأهيل النفسي والاجتماعي
- تدريب المختصين في مجال علاج الإدمان
- تحسين البنية التحتية للمراكز العلاجية
- تعزيز التعاون بين المؤسسات المختلفة
على المستوى الشخصي
- تشجيع المتعافين على مشاركة تجاربهم
- دعم برامج التوجيه والإرشاد
- تعزيز الثقة بالنفس والدافعية للتغيير
- تطوير مهارات الحياة الأساسية
الرسالة الختامية
خلصت الفعالية إلى تأكيد أن التأهيل النفسي والاجتماعي للمدمنين ليس مجرد خيار علاجي، بل ضرورة حتمية تستدعي تضافر الجهود من جميع أطراف المجتمع، بما في ذلك الأسرة والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام والمجتمع المدني.
فريق الإشراف والتنظيم
نُظمت هذه الفعالية التعليمية المتميزة تحت إشراف المهندسة وفاء إمام، مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئية، والأستاذ أحمد رمضان، مدير إدارة تدريب أفراد المجتمع، اللذين أسهما في نجاح هذه المبادرة الأكاديمية الرائدة.
الأثر المتوقع
تسعى هذه المبادرة إلى إحداث نقلة نوعية في مجال التعامل مع قضايا الإدمان والصحة النفسية، من خلال إعداد كوادر متخصصة قادرة على تقديم الدعم الشامل للمتعافين وأسرهم، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر صحة وتماسكاً.