آخر تحديث 17 يوليو 2025 الساعة 01:43 م
هل تعلم أن الانتظار حتى نهاية الشهر للحصول على الراتب قد يصبح أسلوباً قديماً في عالم الأعمال السعودي؟ أبصرت للنور خدمة ثورية جديدة تقلب موازين التعامل مع الأجور والمرتبات.
حيث كشفت منصة “مُدد” المتخصصة في الموارد البشرية عن شراكة استراتيجية مع شركة “خزنة” للتكنولوجيا المالية، ليقدما معاً حلاً مبتكراً يحمل اسم “الراتب المرن”، وهو مفهوم يعيد تشكيل علاقة الموظف بأجره الشهري بطريقة عصرية ومتطورة.
تعتمد هذه الخدمة الرائدة على مبدأ بسيط لكنه ثوري: منح العاملين إمكانية الحصول على جزء من مستحقاتهم المالية مقابل الأيام التي قضوها فعلياً في العمل، وذلك دون الحاجة للانتظار حتى انتهاء الشهر كما هو معتاد.
يستطيع الموظف اليوم أن يطلب جزءاً من راتبه في أي لحظة يحتاجها، مما يوفر له مرونة مالية استثنائية في التعامل مع المتطلبات الطارئة والالتزامات المفاجئة.
العملية برمتها تتم بشكل إلكتروني متكامل من خلال منصة “مُدد” أو تطبيق “خزنة”، حيث يمكن للمستخدم إنجاز المعاملة بخطوات سهلة وسريعة، دون الحاجة لإجراءات بيروقراطية معقدة أو البحث عن كفيل أو ضامن.
هذا التبسيط في العمليات يجعل الخدمة في متناول جميع فئات الموظفين، بغض النظر عن مستوياتهم الوظيفية أو خبراتهم التقنية.
التأثير الإيجابي على بيئة العمل السعودية
تمثل هذه الخدمة المبتكرة أكثر من مجرد حل مالي، بل تشكل استثماراً حقيقياً في الرأسمال البشري داخل المملكة.
فعندما يشعر الموظف بالأمان المالي والقدرة على التعامل مع احتياجاته الطارئة، ينعكس ذلك بصورة مباشرة على أدائه المهني ومستوى تركيزه في العمل.
الضغوط المالية التي كانت تؤثر سلباً على الموظفين في منتصف الشهر ستصبح أقل حدة، مما يساهم في رفع مستوى الإنتاجية والولاء الوظيفي.
كما أن المؤسسات التي تتبنى هذا النوع من الحلول المالية المرنة ستكتسب ميزة تنافسية قوية في سوق العمل السعودي، خاصة في ظل المنافسة الشديدة لجذب المواهب المتميزة والاحتفاظ بها.
دعم التحول الرقمي ورؤية المملكة 2030
يؤكد القائمون على هذه الشراكة الاستراتيجية أن إطلاق خدمة الراتب المرن يأتي في إطار دعم التحول الرقمي الشامل في قطاعي الموارد البشرية والخدمات المالية بالمملكة.
هذا التطوير يساهم في بناء نظام مالي أكثر شمولية وتطوراً، يلبي احتياجات العصر الحديث ويواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة.
الخدمة الجديدة تدعم بشكل مباشر تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، من خلال تعزيز جاذبية سوق العمل وتمكين الأفراد من إدارة شؤونهم المالية بكفاءة أكبر.
كما تساهم في بناء اقتصاد مزدهر يقوم على الابتكار والتطوير المستمر، مما يعزز مكانة المملكة كمركز رائد للتكنولوجيا المالية في المنطقة.
تطوير ثقافة الثقة والمرونة
تعمل هذه الخدمة على ترسيخ ثقافة جديدة من الثقة المتبادلة والمرونة بين أصحاب العمل والموظفين في المملكة.
فعندما تمنح المؤسسة موظفيها حرية الوصول لجزء من مستحقاتهم المالية قبل نهاية الشهر، فإنها تعبر عن ثقتها في التزامهم وأدائهم، مما يعزز الروح المعنوية ويقوي أواصر العلاقة بين الطرفين.
هذا النهج المتطور في إدارة الأجور يساهم في خلق بيئة عمل أكثر إنسانية ومرونة، حيث تأخذ المؤسسات في الاعتبار الظروف الشخصية والمالية لموظفيها، مما ينعكس إيجابياً على الأداء العام والإنتاجية.
نحو مستقبل أكثر مرونة في إدارة الأجور
مع إطلاق خدمة الراتب المرن، تدخل المملكة العربية السعودية عصراً جديداً في مجال إدارة الأجور والمرتبات. هذا التطوير ليس مجرد إضافة تقنية، بل يمثل تحولاً جذرياً في فهم احتياجات الموظف العصري والاستجابة لمتطلباته المالية بطريقة عملية ومبتكرة.
الشركات التي تسعى لتحسين أداء فرقها العاملة وزيادة مستوى الولاء الوظيفي، ستجد في هذه الخدمة أداة قوية لتحقيق أهدافها.
كما أن مواكبة التوجهات الرقمية المتسارعة التي تقودها رؤية 2030 تتطلب تبني حلول مالية متطورة كهذه، لضمان البقاء في المقدمة وتعزيز القدرة التنافسية.
بهذا الإطلاق الرائد، تؤكد المملكة العربية السعودية مرة أخرى ريادتها في مجال التكنولوجيا المالية والحلول المبتكرة، مما يفتح آفاقاً جديدة أمام الموظفين والمؤسسات على حد سواء للاستفادة من هذا التطور النوعي في عالم الأعمال.